الحرم القدسي الشريف .. حقائق التاريخ
سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير ) " الإسراء "
كان ذلك في السابع والعشرين من رجب من السنة العاشرة من البعثة حيث استقبله جبريل عليه السلام، ثم صلى بالأنبياء في موضع المسجد الأقصى الذي كان بناؤه الأول بعد بناء الكعبة بأربعين عاماً، ومنه عرج به صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى حيث تلقى من ربه الأمر بإقامة الصلاة خمس مرات في اليوم.
والقدس كانت قبلة المسلمين طيلة العهد المكي وحتى السنة الثانية من الهجرة، فقد أقيم مسجد قباءـ أول مسجد في الإسلام -متجهاً نحو بيت المقدس ثم أعيد بناؤه فيما بعد باتجاه الكعبة المشرفة وفي وسط المدينة المنورة يوجد "مسجد القبلتين" وقد سمي كذلك لأن به محرابين الأول كان يُصلى به باتجاه بيت المقدس وعندما نزلت الآية الكريمة ( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) "البقرة: 144" أرسل صلى الله عليه وسلم من يخبر أهل هذا المسجد بتغيير القبلة وكانوا في صلاتهم فاتجهوا فوراً نحو مكة المكرمة وبقي المحرابان في هذا المسجد حتى الآن.
تاريخ القدس
**********
القدس عروسة المدائن وأرض الرسالات لم تكن يوماً موئلاً للأديان السماوية كلها إلا في العهد الإسلامي ولم تكن واحة سلام للبشرية إلا في ظل سماحة الإسلام وحضاراته... مدينة ضاربة في أعماق التاريخ، أسسها العرب اليبوسيون من قبائل كنعان في الألف الرابعة قبل الميلاد، ثم توالى عليها العبرانيون والآراميون والحثيون والحوريون، هاجر إليها إبراهيم عليه السلام وسكن في الخليل حوالي 2085ق وجاءها داود عليه السلام حوالي 1049ق م وسليمان عليه السلام حوالي 1015ق م ، ثم تقاتلت عليها قبائل الجاهلية ونهبها الفرس وهدمها الرومان، حطت فيها اليهودية فتخاصمت فرقها ثم جاءت المسيحية فذاقت الأمرّين من حكامها الرومان وحلفائهم فجاء رسول البشرية صلى الله علية وسلم ليؤم الأنبياء جميعاً في أرض المسجد الأقصى ويرتقي من صخرتها إلى سدرة المنتهى. هي أرض الأقصى وقبة الصخرة ومسجد عمر والمصلى المرواني ومسجد البراق... هي أرض السلام، فيها ثاني مسجد عُبد فيه الله حق العبادة وأول قبلة للمسلمين وثالث أقدس بقاع الأرض كلها، إليه تشد الرحال وعلى أطرافه يحشر الناس ليلاقوا يومهم الذي كانوا يوعدون.
والقدس كلها حرم وآثارها تدل على إسلاميتها رغم الادعاءات والحفريات المتكررة، وشعبها المصابر ليس لفيفاً من هنا وهناك،بل هو شعب أصيل متجذر في أعماق تاريخها،متطلع إلى السماء واثق بنصر الله ودفاعه عن محارمه.